سوق عمل لطالبي اللجوء في أمستردام: “أريد بناء حياة طبيعية هنا، والعمل جزء منها”
في ظل معاناة الشركات من نقص الموظفين، يسعى طالبو اللجوء للدخول سريعًا إلى سوق العمل. يوم الخميس، تم تنظيم سوق عمل في مركز اللجوء Willinklaan في أمستردام نيو-ويست، حيث اجتمع أكثر من 100 طالب لجوء بحثًا عن فرص عمل.
“أريد بناء حياة طبيعية هنا، والعمل جزء منها”
يقول أسعد محفوظ (51 عامًا) من سوريا، الذي كان يعمل مضيفًا جويًا ورئيسًا لطاقم الضيافة في شركة طيران، إنه يفتقد التفاعل مع الناس، وتقديم الضيافة، وخدمة العملاء. منذ وصوله إلى هولندا قبل أكثر من عام، يقضي وقته في انتظار الإجراءات. ويضيف: “أريد حياة طبيعية وهادئة، والعمل في مجال الضيافة سيكون مثاليًا لأنه يشبه ما كنت أفعله سابقًا.”
سوق العمل هذا هو جزء من مشروع تجريبي أطلقته بلدية أمستردام بالتعاون مع الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء (COA) ومكتب العمل الهولندي (UWV). يهدف المشروع إلى مساعدة طالبي اللجوء الذين لم يحصلوا بعد على وضع قانوني في العثور على عمل.
فرص عمل رغم العقبات القانونية
وفقًا للقوانين الهولندية، يمكن لطالبي اللجوء العمل إذا كانت طلباتهم قيد المعالجة لمدة لا تقل عن ستة أشهر، ولكن يجب على أصحاب العمل التقدم للحصول على تصريح عمل لهم.
في كافتيريا مركز اللجوء، أقامت عشرات الشركات، معظمها وكالات توظيف، منصات صغيرة، حيث وُضعت على الطاولات إعلانات وظائف لمهن مثل عامل تنظيف نوافذ، طاهٍ، ميكانيكي سيارات، وحارس عقار.
“العمل يساعد في تعلم اللغة والاندماج”
يؤكد محمد إسماعيل، ممثل وكالة التوظيف Otto Work Force، على أهمية العمل لطالبي اللجوء، قائلًا: “عندما تصل كلاجئ، لا تعرف كيف تحصل على وظيفة، وأصحاب العمل يكونون مترددين.” ويضيف: “لكن العمل يساعدك على تعلم اللغة والاندماج، حتى قبل حصولك على تصريح الإقامة.”
إسماعيل نفسه كان لاجئًا وعانى لسنوات قبل أن يجد طريقه إلى سوق العمل، وهو يعمل الآن كمتخصص في توظيف العمال لمؤسسات مثل DHL، وجامبو، وألبرت هاين، التي تعاني من نقص حاد في الموظفين.
“اللاجئون يريدون بناء مستقبل في هولندا”
وفقًا لمسؤولي التوظيف في Collective Jobs، فإن طالبي اللجوء يتميزون بالدافعية والرغبة في التطور. على عكس العمال المؤقتين القادمين من أوروبا، الذين يبحثون غالبًا عن فرص قصيرة الأمد، فإن طالبي اللجوء يريدون بناء مستقبل طويل الأمد في هولندا.
التحديات: التأخير الإداري يمنع البعض من العمل
رغم الحماس الكبير، يواجه العديد من طالبي اللجوء عقبات بيروقراطية، مثل التأخير في الحصول على رقم الخدمة المدنية (BSN)، وهو ضروري لبدء العمل وفتح حساب بنكي.
سامي تسيغاي (30 عامًا) من إريتريا، الذي حصل على وظيفة كمساعد شخصي في شركة استشارات، لكنه لم يتمكن من البدء بسبب عدم حصوله على BSN، يعبر عن إحباطه: “أنا قادر على العمل وأريد العمل بشدة، لكن النظام يعطلني.”
مشروع تجريبي قابل للتوسع
للحد من هذه العقبات، سيتم إنشاء “مكاتب توظيف” داخل مراكز اللجوء في أمستردام خلال الأشهر المقبلة، حيث يمكن لطالبي اللجوء الحصول على دعم شخصي وإرشاد مهني.
إذا نجح المشروع التجريبي، سيتم توسيعه ليشمل جميع مراكز استقبال اللاجئين في أمستردام، مما يسهل إدماج طالبي اللجوء في سوق العمل ويساهم في تقليل تكاليف الإعانات وتسريع الاندماج في المجتمع الهولندي.
لمعرفة أخبار هولندا لحظة بلحظة يمكنكم متابعتنا على التيلغرام من خلال الضغط هنا ومتابعتنا على الواتس اب من خلال الضغط هنا
- توقعات الطقس في هولندا لهذا الأسبوع…
- فوضى مرورية على الطريق السريع A2: شاحنة تفقد ألواحًا خرسانية واشتعال سيارات
- النيابة العامة: الشاب البالغ 18 عامًا الذي اقتحم البرلمان الهولندي كان يخطط لهجوم إرهابي
- الحكومة الهولندية تسعى لإلغاء أولوية اللاجئين في السكن الاجتماعي وسط غضب البلديات
- أكثر من 100 مصاب في حادث ضخم شمل عشرات المركبات في السويد