Web Analytics
أخبار أوروبا

عمالة كينية على خطوط الحافلات في ألمانيا: أزمة نقص العمالة تدفع إلى اتفاقيات جديدة!

بالنسبة للشاب وارن موليهانو، البالغ من العمر 28 عامًا من كينيا، تحقق حلم طالما راوده. فمنذ ثلاثة أشهر، انتقل للعيش والعمل في ألمانيا. مع أربعة كينيين آخرين، يخضع للتدريب في مدينة فلنسبورغ ليصبح سائق حافلة. يقول موليهانو بابتسامة: “كل شيء هنا جميل، باستثناء الطقس. حتى عندما تسطع الشمس، قد تمطر فجأة”.

ألمانيا تواجه أزمة نقص العمالة

تعاني ألمانيا من نقص حاد في الأيدي العاملة. وبحسب الحكومة الألمانية، فإن الشيخوخة المتزايدة وانخفاض معدلات المواليد يساهمان في وجود فجوة سنوية تصل إلى 400,000 عامل مؤهل. يؤدي هذا النقص إلى تأثيرات كبيرة على الاقتصاد وزيادة فترات الانتظار في قطاعات مثل الرعاية الصحية.

الحل: العمالة المهاجرة

ترى الحكومة الألمانية أن الحل يكمن جزئيًا في استقدام العمالة من الخارج. لذلك، أبرمت ألمانيا اتفاقيات هجرة مع دول مثل أوزبكستان، غانا، والفلبين، وكان أحدثها مع كينيا. تهدف هذه الاتفاقيات إلى تسهيل استقدام العمالة الماهرة، مقابل التزام الدول المشاركة بإعادة طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم بسرعة أكبر.

قطاع النقل يستفيد من المبادرة

يعاني قطاع النقل في فلنسبورغ من نقص شديد في الموظفين. يقول مدير الشركة، بول هيمكنتوكراكس: “في غضون ثماني سنوات، سنفقد 40% من عمالنا الحاليين، واستبدالهم ليس بالأمر السهل”.

بعد استنفاد جميع الخيارات المحلية، لجأت الشركة إلى وكالة توظيف متخصصة في كينيا. يوضح أوليفر ريتز من شركة “Skillution”: “ألمانيا معروفة في كينيا بفضل الاتفاقية الثنائية. عندما نعلن عن وظيفة هناك، نتلقى آلاف الطلبات”.

من بين المتقدمين، تم اختيار خمسة كينيين فقط، وتم تغطية نفقات سفرهم وتدريبهم بالكامل. كما يحصلون على دعم في البحث عن مسكن، والتأقلم مع البيروقراطية الألمانية، بالإضافة إلى دروس في اللغة والثقافة الألمانية.

التحديات الثقافية والعملية

يتم تحضير السائقين لمواجهة التحديات الثقافية، بما في ذلك احتمالية التعرض للعنصرية. لكن وارن موليهانو يرى الأمور بإيجابية، قائلاً: “الجميع هنا لطيفون ومساعدون”. ومع ذلك، لاحظ موليهانو اختلافًا في الأجواء العملية: “في كينيا، الجميع دائمًا مرحون، لكن هنا في الصباح، الجميع جاد للغاية. ما زلت أتعلم كيف أكون أكثر جدية”.

اختلافات في القيادة

رغم خبرته كسائق حافلة في كينيا، كان على موليهانو تعلم القيادة من جديد بسبب الاختلافات بين النظامين. يعلق قائلاً: “في كينيا نقود على الجانب الأيسر، وهنا على اليمين. كما أن بيع التذاكر يتم قبل التحرك وليس أثناء القيادة”.

أمل لمستقبل العمالة المهاجرة

تتطلع شركة النقل إلى نجاح هذه التجربة كخطوة أولى نحو توظيف المزيد من العمالة الأجنبية. يقول هيمكنتوكراكس: “إذا نجحت هذه المبادرة، قد نصبح قادرين على استقدام المزيد من السائقين الكينيين”.

تحول في الفكر السياسي

رغم سقوط الحكومة الألمانية، لم تتأثر اتفاقية كينيا. على عكس المناقشات الجارية في هولندا للحد من الهجرة، تحظى العمالة المهاجرة بتأييد واسع في ألمانيا، حتى من الأحزاب المحافظة.

يرى أوليفر ريتز أن مشروع فلنسبورغ يمكن أن يصبح نموذجًا يحتذى به على مستوى ألمانيا. يقول: “علينا أن نغير طريقة تفكيرنا: نحن بحاجة إليهم لحل مشاكلنا، بدلاً من اعتبارهم عبئًا”.

لمعرفة أخبار هولندا لحظة بلحظة يمكنكم متابعتنا على التيلغرام من خلال الضغط هنا ومتابعتنا على الواتس اب من خلال الضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: