Web Analytics
أخبار هولندا

محامٍ أنيق يعيش بلا مأوى: قصة غير عادية لرجل ستيني في هولندا

بجانب الطريق في أرنهيم، وفي ظل البرد القارس، يقضي “خيرت يان فان برويكهوفن” (60 عامًا) لياليه تحت سقف خرساني، ينام على فرشتين لليوغا ويغطيه الأمل والصبر. فكيف انتهى هذا الرجل الذي يبدو أنيقًا ومتحضرًا إلى هذا الوضع؟

من رجل قانون إلى شوارع أرنهيم

“خيرت يان” ليس صورة نمطية عن شخص بلا مأوى. يرتدي معطفًا طويلًا من الصوف، وقميصًا أنيقًا، وبنطالًا أسود وحذاء جلدي لامع. يقول: “لماذا يجب أن يبدو من يواجه صعوبات وكأنه خرج للتو من القمامة؟”.

ويشير خيرت يان إلى أنه أصبح بلا مأوى بعد انتهاء عمله في شركة إنشاءات ألمانية عام 2022. ويوضح أنه فقد دخله منذ أكثر من عامين، ولم يعد قادراً على دفع إيجار منزله في فينلو، وانتهى به الأمر بالعيش مع صديق في أرنهيم. وعندما لم يعد بإمكانه البقاء هناك بعد ستة أشهر، ذهب أولاً إلى ملجأ المشردين. ويقال إنه بعد خلاف، انتهى به الأمر في نهاية المطاف في شوارع عاصمة خيلديرلاند.

نام لأول مرة لعدة أشهر في ملجأ في Ronde Weide في Park Sonsbeek. وبعد توقف قصير في شقة أحد الأصدقاء في نايميخن، انتقل إلى الشارع.

لن يتمكن ببساطة من الحصول على راتب مساعدة بسبب العمل على الورق التي لا يزال يحمله باسمه. توفيت زوجته، التي كان يعيش معها في أبلدورن، منذ سنوات بسبب سرطان الرئة. ويقول إنه لا يستطيع (باستمرار) زيارة الأصدقاء أو العائلة.

حياة قاسية ولكن مليئة بالصمود

اختار “خيرت يان” زاوية على طريق “أبلدورنسيفيخ”، حيث يعيش تحت سقف خرساني. يستيقظ في الصباح الباكر ويقضي يومه متجولًا في المدينة بحقيبة ظهر وحقيبة صغيرة، ويزور أحيانًا مؤسسة خيرية تقدم وجبات مجانية. يقول: “الحياة في الشارع ليست مثالية، لكن الإنسان يستطيع تحمل الكثير”.

مساعدات من أهل المدينة

أهالي أرنهيم لم يتجاهلوا وضع “خيرت يان”. تلقى منه وجبات طعام، وعبوات ماء ساخن، وحتى سريرًا أفضل للنوم. البعض يراه أنيقًا ويبدأ محادثات معه، ليعلق قائلًا: “هذا يمكن أن يحدث لأي شخص”.

تدخل رسمي وأمل جديد

عندما زاره عمدة أرنهيم، أحمد ماركوش، تغير الوضع سريعًا. بدأ “خيرت يان” يتلقى اهتمامًا أكبر، وأصبح قريبًا من الحصول على مأوى مؤقت في منطقة “مالبورغن”، إلى جانب ترتيبات للحصول على إعانة اجتماعية قد تؤهله للحصول على سكن اجتماعي في نهاية المطاف.

ويعرف ماركوش بأن الرجل معروف لدى وكالات الإغاثة المحلية. يمكن لرجل يبلغ من العمر ستين عامًا الذهاب إلى مأوى De Duif الليلي. هو فقط لا يريد أن يفعل ذلك بعد الآن. ويتابع ماركوش قائلاً: “من الطبيعي أن نجد ذلك غير مرغوب فيه، لكن لا يمكنك إجبار شخص ما على الذهاب إلى الملجأ”. “وفي الوقت نفسه، نتمنى أن يكون لكل فرد مكان يعيش فيه. من المحزن أن يكون لدينا الكثير من الأشخاص المشردين في هولندا”.

لمعرفة أخبار هولندا لحظة بلحظة يمكنكم متابعتنا على التيلغرام من خلال الضغط هنا ومتابعتنا على الواتس اب من خلال الضغط هنا

رسالة أمل رغم الصعوبات

يروي “خيرت يان” قصته بتواضع وثبات، مؤكدًا أن العيش بلا مأوى ليس نهاية العالم، ولكنه اختبار لصبر الإنسان. هذه القصة ليست فقط تذكيرًا بمعاناة البعض، ولكنها أيضًا دعوة للتكاتف والتعاطف مع من يحتاجون إلى يد العون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: