ضرائب المياه في هولندا تواصل الارتفاع: “الناس لم يعودوا قادرين على الدفع!”
في هذه الفترة من العام، يتلقى الكثير من الهولنديين مجددًا تلك الرسالة المألوفة: ظرف ضريبة المياه. وبالنسبة للكثيرين، أصبح فتح هذا الظرف أمرًا مقلقًا، خاصةً في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية والتضخم المتزايد. الضرائب نفسها تشهد بدورها زيادات كبيرة. ففي لاهاي والمناطق المحيطة، يدفع مالك المنزل العادي هذا العام ما يقارب 600 يورو. وبهذا، يُعتبر “مجلس مياه دلفلاند” من أغلى هيئات المياه في البلاد، في حين تبلغ الرسوم في منطقة لايدن أكثر من 400 يورو.
هولندا تضم 21 هيئة للمياه، وتتمثل مهامها الرئيسية في الحفاظ على قوة السدود، وضمان توافر المياه ونظافتها، وتنظيم منسوب المياه، ومعالجة مياه الصرف الصحي. يدفع كل من مالكي المنازل والمستأجرين وأصحاب الأراضي ضريبة المياه. ويُصحح “ماتياس تين بروكه” من منظمة “وونبوند” –التي تدافع عن حقوق المستأجرين– مفهوماً خاطئاً شائعاً: “ليس صحيحًا أن المستأجرين يدفعون ضرائب مياه أقل. في الواقع، يدفعون نفس المبلغ، لكنه مدمج ضمن الإيجار، حيث يتكفل الملاك بدفع الضريبة ومن ثم يحمّلون المستأجرين التكاليف.”
تكاليف المياه في دلفلاند تقارب 600 يورو سنويًا
ويضيف “تين بروكه”: “إذا كنت تملك منزلًا متوسط القيمة (477,000 يورو) في منطقة دلفلاند، فإنك ستدفع هذا العام حوالي 584.95 يورو.” في المقابل، فإن نفس المنزل في منطقة راينلاند (وتشمل لايدن، ألفن آن دن راين، بولينستريك، خاودا وأجزاء من شمال هولندا) يخضع لضريبة تبلغ 446.55 يورو، بينما في منطقة “شيلاند وخريمبنراوارد” – الواقعة بين زويترمير وسخونهوفن – ستدفع 477.45 يورو.
أما في فريسلاند، فإن التكلفة أعلى، حيث تقترب من 700 يورو سنويًا. ومع ذلك، يبقى سكان لاهاي والمناطق المجاورة من بين من يدفعون أكثر من المتوسط الوطني.
“كل منطقة لها خصوصيتها”
توضح متحدثة باسم “دلفلاند”: “لا يمكن مقارنة منطقتنا ببقية هيئات المياه، فنحن نعيش في أكثر المناطق كثافة سكانية في هولندا، وأجزاء كبيرة منها تقع تحت مستوى سطح البحر، كما تحتوي على العديد من البيوت الزجاجية الزراعية، لكنها تفتقر للمناطق الزراعية والطبيعة، ما يجعل تكاليف التشغيل مرتفعة.” وتضيف أن استثمارات ضخمة نُفذت في السنوات الماضية أثرت على مقدار الضرائب.
وتؤكد الهيئة أنها حاولت أن ترفع الضرائب بما لا يتجاوز نسب التضخم، على عكس بعض المناطق الأخرى التي بدأت في الاستثمار لاحقًا، مما جعل الفروق في الرسوم تتقلص تدريجيًا.
في منطقة راينلاند، يرون أن الكثافة السكانية تساعد في توزيع التكاليف على عدد أكبر من السكان، لكن رغم التشابه في المهام، فإن لكل منطقة ظروفها المختلفة.
مئات الملايين من الإيرادات
جمعت “دلفلاند” قبل خمس سنوات نحو 240 مليون يورو من الضرائب، بينما يتوقع هذا العام تحصيل ما يقارب 300 مليون. أما “راينلاند”، فقد ارتفعت إيراداتها من 206 ملايين إلى 303 ملايين خلال نفس الفترة. وفي “شيلاند وخريمبنراوارد”، ارتفعت الإيرادات من 95 مليون يورو عام 2020 إلى 140 مليون هذا العام.
وتوضح هيئات المياه أن هذه الزيادات يجب أن توضع في السياق الصحيح، إذ زاد عدد المنازل، وبالتالي زادت الإيرادات، إلى جانب ضرورة ضخ الاستثمارات في مواجهة التغير المناخي.
الضرائب مرشحة للمزيد من الارتفاع
تؤكد هيئة “شيلاند وخريمبنراوارد” أن التغيرات المناخية تجبرها على الاستثمار في تخزين المياه وتحسين تدفقها في فترات الجفاف أو الأمطار الشديدة. كما أن التضخم يرفع من تكاليف المعدات والخدمات، مما ينعكس بدوره على الضريبة.
هل يمكن تقليص الإنفاق؟
“نحاول دائمًا كجهة تنفيذية أن نعمل بشكل أكثر كفاءة ونقتصد حيثما أمكن”، تقول إحدى الهيئات، مشيرة إلى تحسينات في مجال المشتريات واللجوء إلى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
في “راينلاند”، لا تزال سياسة شد الحزام مستبعدة في الوقت الحالي. “نركز على التعاون وتبادل الخبرات لرفع الكفاءة، أما خفض النفقات فقد يؤثر سلبًا على جودة أداء المهام، وهو ما لا يرغب فيه مجلس الإدارة الحالي.”
دلفلاند: “نقوم بعمل جيد”
رغم أنها الأغلى، تؤكد “دلفلاند” أنها تبذل جهودًا كبيرة في الترشيد والعمل بكفاءة، وتقول إن نسبة زيادة الضرائب في السنوات الخمس الماضية بقيت دون نسبة التضخم وأقل من المعدل الوطني.
لكن هل يمكن أن تنخفض الضرائب مستقبلًا؟ الجواب على الأرجح: لا. إذ تشير كل الهيئات الثلاث إلى أن الضرائب ستبقى مرتفعة في ظل الظروف الاقتصادية والمناخية الحالية.
دعوات لتوزيع الضريبة بشكل أكثر عدالة
يقول “تين بروكه” من “وونبوند”: “من المنطقي أن يساهم الجميع في تكلفة تشغيل هيئات المياه، لكن هناك حدود لتحمل الأعباء.” ويدعو إلى تمويل هذه الهيئات من خلال الميزانية العامة للدولة، حيث سيدفع من يملك دخلاً أعلى، ضرائب أكثر.
“يجب أن يكون دفع الضريبة في متناول الجميع”
تقول “جمعية مالكي المنازل” إنها لم تُجرِ بعد دراسة حول تكاليف هيئات المياه، لكنها تؤكد عبر المتحدث باسمها “هانس أندريه دي لا بورت”: “لا يمكننا الحكم على ما إذا كانت الضرائب ارتفعت بشكل مبالغ فيه، لكن الأهم هو أن يتمكن الناس من دفعها.”
- توقعات الطقس في هولندا لهذا الأسبوع: من الشمس إلى الأمطار!
- موظفة تُسرّب عنوانًا سريًا لصديقها… فتُطرد فورًا: “الجميع يفعل ذلك!”
- ألبرت هاين يفاجئ زبائنه: خصم كبير على ملابس “NIKE” الرياضية!
- ضرائب المياه في هولندا تواصل الارتفاع: “الناس لم يعودوا قادرين على الدفع!”
- ميزانية الربيع 2025 في هولندا: تخفيضات ضريبية للمواطنين وتمويل مناخي ضخم بدون دعم إضافي
لمعرفة أخبار هولندا لحظة بلحظة يمكنكم متابعتنا على التيلغرام من خلال الضغط هنا ومتابعتنا على الواتس اب من خلال الضغط هنا