Web Analytics
أخبار أوروبا

الوقود عبر الحدود لم يعد مغرياً: هل انتهى زمن التوفير في ألمانيا؟

لم يعد التوجه إلى ألمانيا لتعبئة الوقود مجدياً كما كان في السابق، إذ بدأ فارق الأسعار بين البنزين في ألمانيا وهولندا بالتقلص بشكل ملحوظ. وتشير المعطيات الأخيرة إلى أن الانخفاض في أسعار البنزين الألمانية كان أقل وضوحاً من نظيرتها الهولندية، ويرجع ذلك جزئياً إلى تطبيق ضريبة جديدة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO₂)

وفي واقعة نادرة، أفادت صحيفة “دي خيلدرلاندر” أن سعر لتر البنزين (يورو 95 – E10) في محطة وقود ببلدة بابرخ الهولندية كان يوم الأربعاء أرخص ببضعة سنتات مقارنة بمحطة مجاورة على الجانب الألماني من الحدود. ومع أن الأسعار الألمانية عادة ما تكون أقل في المناطق الحدودية، إلا أن هذه الفوارق أصبحت الآن ضئيلة جداً، مما يدفع المستهلكين إلى التفكير ملياً قبل القيادة لمسافات طويلة بغرض التزود من المحطات الألمانية.

بحسب موقع مقارنة الأسعار “يونايتد كونسومرز”، يبلغ حالياً متوسط السعر الاسترشادي للبنزين في هولندا 2.07 يورو للتر، بينما تسجل ألمانيا، بحسب بيانات نادي السيارات الألماني ADAC، متوسط 1.69 يورو للتر. ومع ذلك، فإن الأسعار في المناطق الحدودية تتقارب إلى حد لم يسبق له مثيل، بحيث يقتصر الفرق في بعض الحالات على بضع سنتات فقط.

أسباب التراجع: حرب تجارية وانخفاض في الطلب

شهدت الأسابيع الأخيرة تراجعاً ملحوظاً في أسعار الوقود نتيجة انخفاض الطلب العالمي على النفط بسبب التوترات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى. كما أن ضعف الدولار مقابل اليورو ساهم في تقليل تكلفة استيراد النفط في منطقة اليورو، بما في ذلك هولندا.

وفي تفسير لهذا التراجع السريع، أوضح متحدث باسم اتحاد شركات الوقود الهولندي “BOVAG” أن محطات الوقود الهولندية تتفاعل بسرعة أكبر مع تقلبات السوق، في حين يتسم المستهلك الألماني بدرجة أقل من الحساسية للأسعار، مما يجعل المحطات الألمانية أبطأ في تعديل أسعارها.

الضريبة الألمانية ترفع الأسعار تدريجياً

بدأت ألمانيا هذا العام بتطبيق ضريبة جديدة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ما أضاف تلقائياً 3 سنتات على كل لتر بنزين. وتُتوقع زيادات تدريجية في السنوات القادمة، قد تصل إلى 38 سنتاً إضافياً للتر بحلول عام 2027، حسب تقديرات ADAC.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الضريبة ستطبق مستقبلاً في مختلف دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك هولندا، إلا أن لكل حكومة حرية تحديد كيفية تمرير التكلفة إلى المستهلك. ويتوقع المتحدث باسم اتحاد محطات الوقود “Drive” أن تستمر الأسعار في الارتفاع، مع اقتراب زيادة ضرائب الوقود الهولندية المقررة في يناير 2026، التي ستضيف 25.8 سنتاً للتر، بالإضافة إلى الضريبة الجديدة على الكربون المقدرة بـ11 إلى 13 سنتاً، ناهيك عن ضريبة القيمة المضافة البالغة 21%.

هل سترتفع أسعار النفط مجدداً؟

تُشير التوقعات إلى احتمال ارتفاع أسعار النفط مرة أخرى في وقت لاحق من هذا العام، رغم انخفاض سعر البرميل حالياً إلى نحو 60 دولاراً، وهو مستوى يُعتبر منخفضاً مقارنة بالسنوات السابقة. وتعتزم الدول المنتجة للنفط خفض الإنتاج بهدف رفع الأسعار، وفقاً لما أوضحه متحدث باسم “يونايتد كونسومرز”.

ورغم تضاؤل المكاسب من التزود بالوقود في ألمانيا، يشير الخبراء إلى إمكانية الاستفادة من فروقات الأسعار في السلع الأخرى مثل المواد الغذائية والكحول والتبغ، حيث لا تزال أرخص نسبياً في السوق الألمانية. “حتى توفير بسيط قد يمنحك شعوراً جيداً”، يضيف المتحدث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: