Web Analytics
أخبار هولندا

“بين العلب والعار: قصة امرأة هولندية اكتشفت أن زوجها يعيش حياة مزدوجة!”


بينما تعاني البلديات الهولندية الكبرى من تكاليف تتجاوز 10 ملايين يورو سنويًا نتيجة تخريب صناديق القمامة وانتشار النفايات، تظهر ظاهرة متزايدة: جامعو العلب لأجل استرداد قيمة الإيداع. زوج هذه القارئة، رغم أنه ليس بحاجة مالية، وجد في هذه الهواية موردًا مربحًا… ولكن بالنسبة لها، أصبحت مصدرًا للعار.


هواية من قلب القمامة

منذ بداية تطبيق نظام استرداد ثمن العلب الفارغة، بدأ زوجي في جمع العلب خلال نزهاته اليومية مع الكلاب. لم أمانع في البداية، بل شعرت ببعض الفخر لمساهمته في تنظيف البيئة. لكنني صُدمت حين اعترف بأنه لا يكتفي بالعلب التي يجدها على الأرض، بل يغوص في صناديق القمامة لاستخراجها. “تعرفين كم تربح من ذلك؟” قالها وكأنها إنجاز.

“هاري المشرد”… في بيتنا

في أحد المهرجانات، شاهده أصدقاؤنا وهو يعود إلى المنزل وجيوبه مملوءة بالعلب. علّق أحدهم ساخرًا: “جاهز للعمل في إدارة النفايات!” أما صديقتي فلم تخف استغرابها من سلوك لا يتناسب مع وضعنا المادي. في تلك اللحظة شعرت وكأني متزوجة من “هاري المشرد”، لا من رجل ناضج.

عندما اشتريت سترة باهظة الثمن، ابتسم وقال: “كان يمكن دفع ثمنها من أرباح علبتي!” ثم راح يستعرض أرقامه: 150 يورو، أي ما يعادل ألف علبة من الشوارع وصناديق القمامة.


الخبير يتحدث: اضطرار أم تعويض نفسي؟

يعلّق الخبير الاجتماعي إياد عبدالله على هذه الظاهرة قائلًا:
“ما نراه هنا ليس مجرد بحث عن مردود مالي بسيط، بل محاولة للسيطرة على الشعور بعدم الجدوى أو الفراغ. هناك أفراد يجدون في هذه الممارسات نوعًا من الإنجاز اليومي، حتى لو كانت مهينة بنظر الآخرين. قد تكون الحاجة مادية أو نفسية أو حتى متعلقة بالشعور بالتحكم في المحيط.”


البلديات: ضرر غير مقصود

من جهتها، أصدرت بلدية أمستردام بيانًا أشارت فيه إلى أن:
“رغم تفهّمنا لدوافع بعض الأفراد، فإن فتح صناديق القمامة عنوة يتسبب في تخريبها، مما يؤدي إلى تكاليف صيانة مرتفعة ويُسهم في تشويه المشهد الحضري وزيادة القمامة المنتشرة.”

وتضيف البلدية أنها تعمل على إيجاد حلول تقنية تمنع العبث بصناديق القمامة وتُشجع في المقابل على إعادة التدوير من خلال قنوات رسمية وآمنة.


بين الضحك والاشمئزاز

رغم محاولاتي إيقافه، اكتشفت مؤخرًا أن صندوق سيارته الخلفي كان مليئًا بالعلب الفارغة. وضعت بطانية فوقها وقلت له مازحة: “استعد الليلة للنوم في مأوى المشردين!”
قد تكون نكتة، لكن في داخلي، ما زال هناك خجل لا أستطيع تجاهله… وفي المرة القادمة، إذا عاد بحصيلته الجديدة، سأرميه مع علبه مباشرة في حاوية القمامة!

لمعرفة أخبار هولندا لحظة بلحظة يمكنكم متابعتنا على التيلغرام من خلال الضغط هنا ومتابعتنا على الواتس اب من خلال الضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: