هولندا: متجر مؤقت في تيلبورخ يبيع طروداً مفقودة بأسلوب يثير الجدل بين المقامرة والمغامرة
شهدت مدينة تيلبورخ الهولندية ظاهرة فريدة من نوعها أثارت فضول المواطنين والإعلام، حيث افتُتح متجر مؤقت تديره شركة “King Colis” الفرنسية، يتيح للزوار شراء طرود بريدية مفقودة مقابل مبلغ ثابت، دون معرفة محتوياتها مسبقًا. يقع المتجر في أحد الممرات داخل متجر “إيما” الشهير، ويستقبل الزوار الذين يتوافدون يوميًا على أمل العثور على مفاجآت قيّمة داخل تلك الطرود الغامضة.
تجربة تسوّق قائمة على الحظ
يُعرض على الزبائن شراء حقيبة مليئة بالطرود مقابل 100 يورو، وتُختار الطرود وفقًا لوزنها فقط، دون فتحها أو فحصها. تُعبأ هذه الطرود في صناديق، ويُسمح للزبائن بالبحث والاختيار بحرية، لكن دون الكشف عن محتواها. هذه الطريقة تحوّل تجربة التسوّق إلى ما يشبه المقامرة أو “لعبة الحظ”، حيث يمكن للمرء أن يصادف منتجًا إلكترونيًا عالي القيمة، أو مجرد قطعة ملابس زهيدة أو أداة لا قيمة لها.
ردود فعل متفاوتة من الزبائن
الزبائن الذين خاضوا التجربة عبّروا عن آراء متباينة. بيم، أحد الزوار الذين ظهروا في تقرير صحيفة AD الهولندية، قال: “أنا متأكد أن هذا الطرد يحتوي على هاتف جديد”. هذا التفاؤل عكس التوقعات الكبيرة التي يعلّقها المشترون على الحظ. في المقابل، أشار آخرون إلى خيبة أملهم، بعد أن فتحوا طرودًا تحوي أدوات رخيصة أو مستعملة، مؤكدين أن “القيمة الحقيقية لا تساوي نصف ما دُفع”.
تنوعت استراتيجيات المشترين في اختيار الطرود، فالبعض راقب أسماء المرسلين أو حجم الطرد، بينما تجاهل آخرون الطرود التي تحمل ملصقات مثل “لا تُعاد إلى المرسل”، ظنًا منهم أنها قد تكون تحتوي على محتويات غير مرغوبة.
تساؤلات حول مصدر الطرود وقانونية بيعها
تفتح هذه المبادرة الباب أمام نقاش قانوني وأخلاقي حول مصير الطرود غير المستلمة أو المفقودة. فكيف ينتهي المطاف بهذه الطرود في أيدي شركات تبيعها للعامة؟ وهل يحصل أصحابها الأصليون على فرصة استرجاعها؟ تلتزم بعض شركات الشحن بعمليات تعويض أو إعادة توجيه، لكن في حالات كثيرة، تُعتبر الطرود “مجهولة المصير” بعد مدة معينة، وتُباع بالجملة لشركات مثل “King Colis” التي بدورها تطرحها للبيع عبر مثل هذه المتاجر المؤقتة.
بين الترفيه والتسويق الذكي
يعتبر البعض أن هذه الفكرة تمثل نموذجًا مبتكرًا للتسويق القائم على التشويق، حيث يتحول الزبون من مستهلك تقليدي إلى مشارك في مغامرة لا تُعرف نتائجها مسبقًا. وقد نجحت الشركة في جذب اهتمام شريحة واسعة من الشباب على وجه الخصوص، حيث تُنشر تجارب “فتح الطرود” على وسائل التواصل الاجتماعي، محققة مشاهدات عالية، وهو ما يعزز من جاذبية الفكرة رغم الجدل المحيط بها.
بين الحظ والمخاطرة، وبين المتعة والاحتيال المحتمل، يبقى متجر الطرود المفقودة في تيلبورخ ظاهرة مثيرة للجدل تعكس توجهات جديدة في سلوك المستهلك والابتكار في البيع بالتجزئة. وبينما يستمر الزبائن في خوض هذه المغامرة، يتواصل النقاش حول جدوى الفكرة، وأثرها القانوني والأخلاقي على سوق الطرود والشحن في أوروبا.
- هولندا: متجر مؤقت في تيلبورخ يبيع طروداً مفقودة بأسلوب يثير الجدل بين المقامرة والمغامرة
- نهاية حزينة لسلسلة “CASA” في هولندا: بدء تصفية كبرى لبيع المخزون بأسعار مغرية
- تحذير عاجل: متاجر أكشن توصي بإعادة هذا المنتج واستعادة الأموال بسبب مواد خطرة!
- طفلة (7 سنوات) تُنتشل من الماء في ريسفايك، حالتها “حرجة”: “خمسة عشر شخصاً كانوا يشاهدون، ولم يتحرك أحد”
- بشرى لأصحاب الدخل المحدود: بطاقة سفر مجانية في المواصلات العامة تنتشر في المزيد من المقاطعات الهولندية